المرتدين فقيل لأبي بكر في ذلك فقال لا أشيم سيفًا سله اللَّه عَلَى الكفار، وأسلم أَبُو شجرة فقدم عَلَى عُمَر وهو يعطي المساكين فاستعطاه فقال له ألست القائل:
ورويت رمحي من كتيبة خَالِد ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا
وعلاه بالدرة فقال: قَدْ محا الإسلام ذلك يا أمير الْمُؤْمِنِين قَالُوا: وأتى الفجاءة وهو بجير بْن إياس بْن عَبْد اللَّهِ السلمي أَبَا بكر فقال: احملني وقوني أقاتل المرتدين فحمله وأعطاه سلاحًا. فخرج يعترض الناس فيقتل المسلمين والمرتدين. وجمع جمعا. فكتب أَبُو بكر إِلَى طريفة بْن حاجزة أخي معن بْن حاجزة يأمره بقتاله فقاتله وأسره ابْن حاجزة فبعث به إِلَى أَبِي بكر فأمر أَبُو بكر بإحراقه في ناحية المصلى. ويقال: إن أَبَا بكر كتب إِلَى معن في أمر الفجاءة فوجه معن إليه طريفة أخاه فأسره، ثُمَّ سار خَالِد إِلَى سن بالبطاح والبعوضة من بني تميم فقاتلوه ففض جمعهم وقتل مَالِك بْن نويرة أخا متمم بْن نويرة وكان مَالِك عاملا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صدقات بني حنظلة، فلما قبض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلى ما كان في يده منَ الفرائض وقال: شأنكم بأموالكم يا بني حنظلة وقد قيل: إن خالدًا لم يلق بالبطاح والبعوضة أحدًا ولكنه بث السرايا في بني تميم وكان منها سرية عليها ضرار ابن الأزور الأسدي فلقي ضرار مالكًا فاقتتلوا وأسره وجماعة معه فأتى بهم خالدا فأمر بهم فضربت أعناقهم وتولى ضرار ضرب عنق مَالِك.
ويقال: إن مالكا قَالَ لخالد: إني والله ما ارتددت وشهد أَبُو قتادة الأنصاري أن بني حنظلة وضعوا السلاح وأذنوا فقال عُمَر بْن الخطاب لأبي بكر رضي اللَّه عنهما: بعثت رجلا يقتل المسلمين ويعذب بالنار.
وقد روى أن متمم بْن نويرة دخل عَلَى عُمَر بْن الخطاب فقال له: ما بلغ من