للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القتل ودوخوها وظفروا ظفرا حسنا إلا أن يقظان بْن عَبْد الأعلى بْن أَحْمَد بْن يزيد بْن أسيد السلمي أصيب، ثُمَّ خرجت الروم إِلَى زبطرة في خلافة المعتصم بالله أَبِي إِسْحَاق بْن الرشيد فقتلوا الرجال وسبوا النساء وأخربوها فأحفظه ذلك وأغضبه، فغزاهم حَتَّى بلغ عمورية وقد أخرب قبلها حصونا فأناخ عليتها حَتَّى فتحها فقتل المقاتلة وسبى النساء والذرية ثُمَّ أخربها وأمر ببناء زبطرة وحصنها وشحنها فرامها الروم بعد ذلك فلم يقدروا عليها.

وحدثني أَبُو عَمْرو الباهلي وغيره، قَالُوا: نسب حصن مَنْصُور إِلَى مَنْصُور بْن جعونة بْن الحارث العامري من قيس، وذلك أنه تولى بناءه ومرمته، وكان مقيما به أيام مروان ليرد العدو ومعه جند كثيف من أهل الشام والجزيرة وكان مَنْصُور هَذَا عَلَى أهل الرها حين امتنعوا في أول الدولة فحصرهم المَنْصُور وهو عامل أَبِي العَبَّاس عَلَى الجزيرة وأرمينية، فلما فتحها هرب منصور ثم أو من فظهر، فلما خلع عَبْد اللَّهِ بْن علي أَبَا جَعْفَر المَنْصُور ولاه شرطته فلما هرب عَبْد اللَّهِ إِلَى البصرة استخفى فدل عَلَيْهِ في سنة إحدى وأربعين ومائة فأتى المَنْصُور به فقتله بالرقة منصرفه من بيت المقدس، وقوم يقولون: أنه أو من بعد هرب ابْن علي فظهر، ثُمَّ وجدت له كتب إِلَى الروم بغش الإِسْلام فلما قدم المَنْصُور الرقة من بيت المقدس سنة إحدى وأربعين ومائة وجه من أتاه به فضرب عنقه بالرقة ثُمَّ انصرف إِلَى الهاشمية بالكوفة.

وكان الرشيد بنى حصن مَنْصُور وشحنه في خلافة المهدي.

[نقل ديوان الرومية]

قَالُوا: ولم يزل ديوان الشام بالرومية حَتَّى ولي عَبْد الملك بْن مروان، فلما كانت سنة إحدى وثمانين أمر بنقله وذلك أن رجلا من كتاب الروم احتج أن

<<  <   >  >>