فلهم بمدن الشام وتُوُفِّيَ أَبُو بكر رضي اللَّه عنه في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة فأتى المسلمين نعيه وهم بالياقوصة.
يوم فحل منَ الأردن
قَالُوا: وكانت وقعة «فحل» منَ «الأردن» لليلتين بقيتا من ذي القعدة، بعد خلافة عُمَر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه بخمسة أشهر، وأمير الناس أَبُو عُبَيْدة بْن الجراح، وكان عُمَر قَدْ كتب إليه بولايته الشام وأمره الأمراء مع عَامِر بْن أبى وقاص أخى سعد بْن أَبِي وقاص، وقوم يقولون، أن ولاية أَبِي عُبَيْدة الشام أتته والناس محاصرون دمشق فكتمها خالدا أياما لأن خالدا كان أمير الناس في الحرب فقال له خَالِد، ما دعاك- رحمك اللَّه- إِلَى ما فعلت قَالَ: كرهت أن أكسرك وأوهن أمرك وأنت بإزاء عدو.
وكان سبب هَذِهِ الوقعة أن هرقل لما صار إِلَى انطاكية استنفر الروم وأهل الجزيرة وبعث عليهم رجلا من خاصته وثقاته في نفسه فلقوا المسلمين بفحل منَ الأردن فقاتلوهم أشد قتال وأبرحه حَتَّى أظهرهم اللَّه عليهم وقتل بطريقهم وزهاء عشرة آلاف معه، وتفرق الباقون في مدن الشام ولحق بعضهم بهرقل وتحصن أهل «فحل» فحصرهم المسلمون حَتَّى سألوا الأمان على أداء الجزية عن رؤسهم والخراج عن أرضهم، فأمنوهم عَلَى أنفسهم وأموالهم وأن لا تهدم حيطانهم، وتولى عقد ذلك أَبُو عُبَيْدة بْن الجراح، ويقال: تولاه شرحبيل بْن حسنة.