الصمصامة إِلَى موسى الهادي أمير الْمُؤْمِنِين أعجب به وأمر الشاعر- وهو أَبُو الهول- أن ينعته فقال:
حاز صمصامة الزبيدي عَمْرو ... خير هَذَا الأنام موسى الأمين
سيف عَمْرو وكان فيما علمنا ... خير ما أطبقت عَلَيْهِ الجفون
أخضر اللون بَيْنَ حديه برد ... من زعاف تميس فيه المنون
فإذا ما سللته بهر الشم ... س ضياء فلم تكد تستبين
ما يبالى إذا الضريبة حانت ... أشمال سطت به أم يمين
نعم مخراق ذي الحفيظة في الهيجا يعصا به ونعم القرين ثُمَّ أن أمير الْمُؤْمِنِين الواثق بالله دعا له بصيقل وأمره أن يسقنه فلما فعل ذلك تغير.
[فتح مدينة دمشق وأرضها]
قَالُوا: لما فرغ المسلمون من قتال منَ اجتمع لهم بالمرج أقاموا خمس عشرة ليلة ثُمَّ رجعوا إِلَى مدينة دمشق لأربع عشرة ليلة بقيت منَ المحرم سنة أربع عشرة فأخذوا الغوطة وكنائسها عنوة وتحصن أهل المدينة وأغلقوا بابها فنزل خَالِد بْن الوليد عَلَى الباب الشرقي في زهاء خمسة آلاف ضمهم إليه أَبُو عُبَيْدة وقوم يقولون: أن خالدا كان أميرا وإنما أتاه عزله وهم محاصرون دمشق، سمي الدير الَّذِي نزل عنده خَالِد دير خَالِد. ونزل عمرو بن العاصي عَلَى باب توما ونزل شرحبيل عَلَى باب الفراديس، ونزل أَبُو عُبَيْدة عَلَى باب الجابية، ونزل يزيد بْن أَبِي سُفْيَان عَلَى الباب الصغير إِلَى الباب الَّذِي يعرف بكيسان، وجعل أَبُو الدرداء عويمر بْن عَامِر الخزرجي عَلَى مسلحة ببرزة، وكان الأسقف الَّذِي أقام لخالد النزل في بدأته ربما وقف عَلَى السور فدعا له خالد