وأن عُمَر رضي اللَّه عنه رده واليا فمات في الطريق، وكانت ولاية أَبِي موسى البصرة في سنة ست عشرة ويقال سنة سبع عشرة فاستقرى كور دجلة فوجد أهلها مذعنين بالطاعة فأمر بمساحتها ووضع الخراج عليها عَلَى قدر احتمالها، والثبت أن أَبَا موسى ولى البصرة في سنة ست عشرة.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَبِي كثير أن كاتبا لأبي موسى كتب إِلَى عُمَر بْن الخطاب من أَبُو موسى فكتب إليه عُمَر إذا أتاك كتابي هَذَا فاضرب كاتبك سوطا وأعزله عن عملك.
[تمصير البصرة]
حدثني علي بْن المغيرة الأثرم عن أَبِي عُبَيْدة، قَالَ: لما نزل عتبة بْن غزوان الخريبة كتب إِلَى عُمَر بْن الخطاب يعلمه نزوله إياها وأنه لا بد للمسلمين من منزل يشتون به إذا شتوا، ويكنسون فيه إذا انصرفوا من غزوهم، فكتب إليه اجمع أصحابك في موضع واحد وليكن قريبا منَ الماء والرعي واكتب إِلَى بصفته، فكتب إليه إني وجدت أرضا كثيرة القصبة في طرف البر إِلَى الريف ودونها مناقع ماء فيها قصباء، فلما قرأ الكتاب، قَالَ: هَذِهِ أرض نضرة قريبة منَ المشارب والمراعي والمختطب وكتب إليه أن أنزلها الناس، فأنزلهم إياها، فبنوا مساكن بالقصب وبنى عتبة مسجدا من قصب، وذلك في سنة أربع عشرة فيقال أنه تولى اختطاط المسجد بيده ويقال اختطه محجر بْن الأدرع البهزي من سليم، ويقال اختطه نافع بْن الحارث بْن كلدة حين خط داره، ويقال بل اختطه الأسود بْن سريع التميمي، وهو أول من قضى فيه، فقال له مجاشع ومجالد ابنا مَسْعُود رحمك اللَّه شهرت نفسك فقال: لا أعود، وبنى عتبة دار الأمارة دون المسجد في الرحبة الَّتِي يقال لها اليوم رحبة بني هاشم، وكانت تسمى الدهناء وفيها