للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مولدي ثقيف، وشبل بْن معبد بْن عُبَيْد البجلي، ونافع بْن الحارث بْن كلدة الثقفي، وزياد بْن عُبَيْد، فرصدوه حَتَّى إذا دخل عليها هجموا عَلَيْهِ فإذا هما عريانان وهو متبطنها، فخرجوا حَتَّى أتوا عُمَر بْن الخطاب فشهدوا عنده بما رأوا فقال عُمَر لأبي موسى الأشعري: إني أريد أن أبعثك إِلَى بلد قَدْ عشش فيه الشيطان، قَالَ: فأعني بعدة منَ الأنصار فبعث معه البراء ابن مَالِك، وعمران بْن الحصين أَبَا نجيد الخزاعي، وعوف بْن وهب الخزاعي فولاه البصرة وأمره بإشخاص المغيرة فأشخصه بعد قدومه بثلاث.

فلما صار إِلَى عُمَر جمع بينه وبين الشهود، فقال نافع بْن الحارث:

رأيته عَلَى بطن المرأة يحتفر عليها ورأيته يدخل ما معه ويخرجه كالميل في المكحلة، ثُمَّ شهد شبل بْن معبد عَلَى شهادته، ثُمَّ أَبُو بكرة، ثُمَّ أقبل زياد رابعا فلما نظر إليه عُمَر قَالَ: أما إني أرى وجه رجل أرجو أن لا يرجم رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يده ولا يخزى بشهادته.

وكان المغيرة قدم من مصر فأسلم وشهد الحديبية مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال زياد رأيت منظرا قبيحا وسمعت نفسا عاليا وما أدري أخالطها أم لا، ويقال لم يشهد بشيء فأمر عُمَر بالثلاثة فجلدوا، فقال شبل أتجلد شهود الحق وتبطل الحد، فلما جلد أَبُو بكرة، قَالَ: أشهد أن المغيرة زان. فقال عُمَر، حدوه، فقال عَلَى أن جعلتها شهادة فارجم صاحبك، فحلف أَبُو بكرة أن لا يكلم زيادا أبدا، وكان أخاه لأمه سمية ثُمَّ أن عُمَر ردهم إِلَى مصرهم، وقد روى قوم أن أبا موسى كان بالبصرة فكتب إليه عُمَر بولايتها وإشخاص المغيرة، والأول أثبت، وروى أن عُمَر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه كان أمر سَعْد بْن أَبِي وقاص رضي اللَّه عنه أن يبعث عتبة ابن غزوان إِلَى البصرة ففعل، وكان نائف من مكاتبته إياه فلذلك استعفى

<<  <   >  >>