وكان مُحَمَّد بْن الأغلب بْن إِبْرَاهِيم بْن الأغلب أحدث في سنة تسع وثلاثين ومائتان مدينة بقرب تاهرت سماها العَبَّاسية أيضا فأخربها أفلح بْن عَبْد الوهاب الأباضي، وكتب إِلَى الأموي صاحب الأندلس يعلمه ذلك تقربا إليه به فبعت إليه الأموي مائة ألف درهم.
وبالمغرب أرض تعرف بالأرض الكبيرة وبينها وبين برقة مسيرة خمسة عشر يوما أو أقل من ذلك قليلا أو أكثر قليلا وبها مدينة عَلَى شاطئ البحر تدعى بارة، وكان أهلها نصارى وليسوا بروم غزاها حبلة مولى الأغلب فلم يقدر عليها، ثُمَّ غزاها خلفون البربري، ويقال: أنه مولى لربيعة ففتحها في أول خلافة المتوكل عَلَى اللَّه، وقام بعده رجل يقال له المرج بْن سلام ففتح أربعة وعشرين حصنا واستولى عليها وكتب إِلَى صاحب البريد بمصر يعلمه خبره وأنه لا يرى لنفسه ومن معه منَ المسلمين صلاة إلا بأن يعقد له الإمام عَلَى ناحيته ويوليه إياها ليخرج من حد المتغلبين، وبنى مسجدا جامعا، ثُمَّ أن أصحابه شغبوا عَلَيْهِ فقتلوه، وقام بعده سوران فوجه رسوله إِلَى أمير الْمُؤْمِنِين المتوكل عَلَى اللَّه يسأله عقدا وكتاب ولاية، فتُوُفِّيَ قبل أن ينصرف رسوله إليه وتُوُفِّيَ المنتصر بالله.
وكانت خلافته ستة أشهر، وقام المستعين بالله أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المعتصم بالله فأمر عامله عَلَى المغرب وهو أو تامش مولى أمير الْمُؤْمِنِين بأن يعقد له عَلَى ناحيته فلم يشخص رسوله من سر من رأى حتى قتل أو تامش وولى الناحية وصيف مولى أمير الْمُؤْمِنِين فعقد له وأنفذه