أن يدله عَلَى حي من ربيعة ففعل فأتى النسير ذلك الحي فبيتهم فغنم وسبى ومضى إِلَى ناحية تكريت في البر فغنم المسلمون.
وحدثني أبو مَسْعُود الكوفي عن مُحَمَّد بْن مروان أن النسير أتى عكبراء فأمن أهلها وأخرجوا لمن معه طعاما وعلفا ثُمَّ مر بالبردان فاقبل أهلها يعدون من بَيْنَ أيدي المسلمين، فقال لهم: لا بأس فكان ذلك أمانا، قَالَ: ثُمَّ أتى المخرم، قَالَ أَبُو مَسْعُود: ولم يكن يدعى يومئذ مخرما إنما نزله بعض ولد مخرم بْن حزن زياد بْن أنس بْن الديان الحارثي فسمي به فيما ذكر هِشَام بْن مُحَمَّد الكلبي، ثم عبر المسلمون جسرا كان معقودا عند قصر سابور الَّذِي يعرف اليوم بقصر عِيسَى بْن علي فخرج إليه خرزاد بْن ماهبنداذ وكان موكلا به، فقابلوه وهزموه ثُمَّ لجوا فأتوا عين التمر، وقال الواقدي. وجه المثنى بْن حارثة النسير وحذيفة بْن محصن بعد يوم الجسر وبعد انحيازه بالمسلمين إِلَى خفان وذلك في خلافة عُمَر بْن الخطاب في خيل، فأوقعا بقوم من بني تغلب وعبر إِلَى تكريت فأصاب نعما وشاء، وقال عتاب بْن إِبْرَاهِيم فيما ذكر لي عنه أَبُو مَسْعُود أن النسير وحذيفة آمنا أهل تكريت وكتبا لهم كتابا أنفذه له عتبة بْن فرقد السلمي حين فتح الطيرهان، والموصل، وذكر أيضا أن النسير توجه من قبل خَالِد بْن الوليد فأغار عَلَى قرى بمسكن وقطربل فغنم منها غنيمة حسنة، قَالُوا: ثُمَّ سار خَالِد من عين التمر إِلَى الشام، وقال للمثنى بْن حارثة ارجع رحمك اللَّه إِلَى سلطانك فغير مقصر ولا وان وقال الشاعر:
صبحنا بالكتائب حي بكر ... وحيا من قضاعة غير ميل
أبحنا دارهم والخيل تردى ... بكل سميدع سامي التليل
يعني من كان في السوق الَّذِي فوق الأنبار، وقال آخر: