سوق حكمة، وبعضهم يقول: حولهم إِلَى كويفة دون الكوفة، وقال الأثرم وقد قيل: التكوف الاجتماع، وقيل أيضا أن المواضع المستديرة منَ الرمل تسمى كوفاني، وبعضهم يسمي الأرض الَّتِي فيها الحصباء مع الطين والرمل كوفة، قَالُوا فأصابهم البعوض، فكتب سَعْد إِلَى عُمَر يعلمه أن الناس قَدْ بعضوا وتأذوا بذلك فكتب إليه عُمَر: أن العرب بمنزلة الإبل لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل فارتد لهم موضعا عدنا ولا تجعل بيني وبينهم بحرا، وولى الاختطاط للناس أَبَا الهياج الأسدي عَمْرو بْن مَالِك بْن جنادة ثُمَّ أن عَبْد المسيح بْن بقيلة أتى سعدا وقال له أدلك عَلَى أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المباق فدله عَلَى موضع الكوفة اليوم، وكان يقال لها سورستان.
فلما انتهى إِلَى موضع مسجدها أمر رجلا فعلا بسهم قبل مهب القبلة فاعلم عَلَى موقعه ثُمَّ علا بسهم آخر قبل مهب الشمال وأعلم عَلَى موقعه ثُمَّ علا بسهم قبل مهب الجنوب وأعلم عَلَى موقعه ثُمَّ علا بسهم قبل مهب الصبا فاعلم عَلَى موقعه، ثُمَّ وضع مسجدها ودار أمارتها في مقام العالي وما حوله، وأسهم لنزار وأهل اليمن بسهمين عَلَى أنه من خرج بسهمه أولا فله الجانب الأيسر وهو خيرهما، فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك العلامات، وترك ما دونها فناء للمسجد ودار الأمارة، ثُمَّ أن المغيرة بْن شعبة وسعه وبناه زياد فاحكمه وبنى دار الأمارة.
وكان زياد يقول. أنفقت عَلَى كل أسطوانة من أساطين مَسْجِد الكوفة ثماني عشرة ومائة، وبنى فيها عمرو بن حريث المخزومي بناء، وكان زياد يستخلفه عَلَى الكوفة إذا شخص إِلَى البصرة، ثُمَّ بنى العمال فيها فضيقوا