صاحب شرطة مُحَمَّد بْن مروان بْن الحكم، وكان مُحَمَّد والى الموصل والجزيرة وأرمينية وأذربيجان. قَالَ الواقدي: ولى عَبْد الملك بْن مروان ابنه سَعِيد ابن عَبْد الملك بْن مروان صاحب نهر سَعِيد الموصل وولى محمدا أخاه الجزيرة أرمينية فبنى سَعِيد سور الموصل وهو الَّذِي هدمه الرشيد حين مر بها، وقد كانوا خالفوا قبل ذلك وفرشها سَعِيد بالحجارة وحدثت عن بعض أهل بابغيش أن المسلمين كانوا طلبوا غرة أهل ناحية منها مما يلي دامير يقال لها زران فأتوهم في يوم عيد لهم وليس معهم سلاح فحالوا بينهم وبين قلعتهم وفتحوها، قَالُوا ولما اختط هرثمة الموصل وأسكنها العرب أتى الحديثة وكانت قرية قديمة فيها بيعتان وأبيات النصارى فمصرها وأسكنها قوما منَ العرب فسميت الحديثة لأنها بعد الموصل، وبنى نحوه حصنا ويقال أن هرثمة نزل الحديثة أولا فمصرها واختطها قبل الموصل وأنها إنما سميت الحديثة حين تحول إليها من تحول من أهل الأنبار لما وليهم ابن الرفيل أيام الحجاج ابن يوسف فعسفها، وكان فيهم قوم من أهل حديثة الأنبار فبنوا بها مسجدا وسموا المدينة الحديثة.
قَالُوا: وافتتح عتبة بْن فرقد الطيرهان وتكريت، وآمن أهل حصن تكريت عَلَى أنفسهم وأموالهم، وسار في كورة باجرمى، ثُمَّ صار إِلَى شهرزور وحدثني شيخ من أهل تكريت أنه كان معهم كتاب أمان وشرط لهم فخرقه الجرشي حين أخرب قرى الموصل نرساباذ وهاعلة وذواتها، وزعم الهيثم بْن عدي أن عياض بْن غنم لما فتح بلدا أتى الموصل ففتح أحد الحصنين والله تعالى أعلم