قال: وسار أبو موسى إلى جنديسابور وأهلها منخوبون فطلبوا الأمان فصالحهم عَلَى أن لا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه ولا يعرض لأموالهم سوى السلاح ثُمَّ أن طائفة من أهلها توجهوا إِلَى الكلبانية، فوجه إليهم أَبُو موسى الربيع بْن زياد فقتلهم وفتح الكلبانية، واستأمنت الأساورة فأمنهم أَبُو موسى فأسلموا، ويقال، إنهم استأمنوا قبل ذلك فلحقوا بأبي موسى وشهدوا تستر والله أعلم.
وحدثني عُمَر بْن حفص العمري عن أَبِي حذيفة عن أَبِي الأشهب عن أَبِي رجاء، قَالَ: فتح الربيع بْن زياد الثيبان من قبل أَبِي موسى عنوة ثُمَّ غدروا ففتحها منجوف بْن ثور السدوسي، قَالَ: وكان مما فتح عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر سنبيل والزط، وكان أهلهما قَدْ كفروا، فاجتمع إليهم أكراد من هَذِهِ الأكراد، وفتح أيذج بعد قتال شديد، وفتح أَبُو موسى السوس وتستر ودورق عنوة، وقال المدائني: فتح ثات ابن ذي الحرة الحميري قلعة ذي الرناق.
حدثني المدائني عن أشياخه وعمر بْن شبة عن مجالد بْن يَحْيَى أن مصعب بْن الزبير: ولى مطرف بْن سيدان الباهلي أحد بني جاوة شرطته في بعض أيام ولايته العراق لأخيه عَبْد اللَّهِ بْن الزبير فأتى مطرف بالنابي بْن زياد بْن ظبيان أحد بني عائش بْن مَالِك بْن تيم اللَّه بْن ثعلبة بْن عكابة وبرجل من بني نمير قطعا الطريق فقتل النابي وضرب النميري بالسياط وتركه، فلما عزل مطرف عَنِ الشرطة وولى الأهواز جمع عبيد الله بن زياد بن ظبيان له جمعا وخرج يريده فالتقيا فتواقفا وبينهما نهر فعبر مطرف بن سيدان فعاجله ابن ظبيان فطعنه فقتله فبعث مصعب مكرم بن مطرف في طلبه، فسار حتى صار إلى الموضع الذي يعرف اليوم بعسكر مكرم فلم يلق بن ظبيان ولحق بن ظبيان بعبد الملك بن مروان وقاتل معه مصعبا فقتله واحتز رأسه، ونسب