الليثي، ثُمَّ حاصر مدينة زرنج بعد أن قاتله أهلها فبعث إليه أبرويز مرزبانها يستأمنه ليصالحه فأمر بجسد من أجساد القتلى فوضع له فجلس عَلَيْهِ واتكأ عَلَى آخر وأجلس أصحابه عَلَى أجساد القتلى، وكان الربيع آدم أفوه طويلا فلما رآه المرزبان هاله فصالحه عَلَى ألف وصيف مع كل وصيف جام من ذهب ودخل الربيع المدينة ثُمَّ أتى سناروذ وهو واد فعبره وأتى القريتين، وهناك مربط فرس رستم فقاتلوه فظفر، ثُمَّ قدم زرنج فأقام بها سنتين، ثُمَّ أتى ابن عَامِر واستخلف بها رجلا من بني الحارث بْن كعب فاخرجوه وأغلقوها، وكانت ولاية الربيع سنتين ونصفا، وسبى في ولايته هَذِهِ أربعين ألف رأس، وكان كاتبه الْحَسَن البصري، ثُمَّ ولى ابن عَامِر عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس سجستان، فأتى زرنج فحصر مرزبانها في قصره في يوم عيد لهم فصالحه عَلَى ألفي ألف درهم وألفي وصيف وغلب ابن سمرة عَلَى ما بَيْنَ زرنج وكش من ناحية الهند وغلب من ناحية طريق الرخج عَلَى ما بينه وبين بلاد الدوار، فلما انتهى إِلَى بلاد الدوار حصرهم في حبل الزور ثُمَّ صالحهم فكانت عدة من معه منَ المسلمين ثمانية آلاف فأصاب كل رجل منهم أربعة آلاف، ودخل عَلَى الزور وهو صنم من ذهب عيناه ياقوتتان فقطع يده وأخذ الياقوتتين، ثُمَّ قَالَ للمرزبان: دونك الذهب والجوهر، وإنما أردت أن أعلمك أنه لا يضر ولا ينفع وفتح بست وزابل بعهد.
حدثني الْحُسَيْن بْن الأسود قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيع عن حَمَّاد بْن زيد عن يَحْيَى ابن عتيق عن مُحَمَّد بْن سيرين أنه كره سبي زابل وقال: أن عُثْمَان ولث لهم ولثا، قَالَ وَكِيع: عقد لهم عقدا وهو دون العهد، قَالُوا: وأتى عَبْد الرَّحْمَنِ زرنج فأقام بها حَتَّى اضطرب أمر عُثْمَان، ثُمَّ استخلف أمير بْن أحمر اليشكري وانصرف من سجستان، لأمير يقول، زياد الأعجم: