للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعطوه خمسمائة ألف درهم ويبعث إليه بثلاثة من ولده نهار والحجاج وأبى بكرة رهناء ويكتب لهم كتابا أن لا يغزوهم ما كان واليا، فقال له شريح بْن هانئ الحارثي: اتق اللَّه وقاتل هؤلاء القوم فإنك إن فعلت ما تريد أن تفعله أوهنت الإسلام بهذا الثغر، وكنت قَدْ فررت منَ الموت الَّذِي إليه مصيرك فاقتتلوا وحمل شريح فقتل وقاتل الناس فأفلتوا وهم مجهودون وسلكوا مفازة بست فهلك كثير منَ الناس عطشا وجوعا ومات عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي بكرة كمدا لما نال الناس وأصابهم، ويقال أنه اشتكى أذنه فمات واستخلف عَلَى الناس ابنه أَبَا برذعة، ثُمَّ أن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن الأشعث خلع وخرج إِلَى سجستان مخالفا لعبد الملك بْن مروان والحجاج فهادن رتبيل وصار إليه، ثُمَّ أن رتبيل أسلمه خوفا منَ الحجاج، وذلك أنه كتب إليه يتوعده فألقى نفسه فوق جبل ويقال من فوق سطح وسقط معه الَّذِي كان يحفظه وكان قَدْ سلسل نفسه معه فمات، فأتى الحجاج برأسه فصالح الحجاج رتبيل عَلَى أن لا يغزوه سبع سنين، ويقال تسع سنين عَلَى أن يؤدي بعد ذلك في كل سنة بتسعمائة ألف درهم عروضا، فلما انقضت السنون ولى الحجاج الأشهب بْن بشر الكلبي سجستان فعاسر رتبيل في العرض الَّتِي أداها فكتب إِلَى الحجاج يشكوه إليه فعزله الحجاج.

قَالُوا: ثُمَّ لما ولي قتيبة بْن مُسْلِم الباهلي خراسان وسجستان في أيام الوليد ابن عَبْد الملك ولى أخاه عَمْرو بْن مُسْلِم سجستان فطلب الصلح من رتبيل دراهم مدرهمة فذكر أنه لا يمكنه إلا ما كان فارق عَلَيْهِ الحجاج منَ العروض، فكتب عَمْرو بذلك إِلَى قتيبة فسار قتيبة إِلَى سجستان، فلما بلغ رتبيل قدومه أرسل إليه أنا لم نخلع يدا منَ الطاعة وإنما فارقتمونا عَلَى عروض فلا تظلمونا، فقال قتيبة للجند: اقبلوا منه العروض فإنه ثغر مشئوم فرضوا بها، ثُمَّ انصرف قتيبة إِلَى خراسان بعد أن ذرع زرعا في أرض زرنج لييأس العدو من

<<  <   >  >>