ثم تتام أصحاب موسى إليه ممن كان مع أبيه وغيرهم، ولم يزل صاحب الترمذ وأهلها بالترك حَتَّى أعانوا وأطافوا جميعا بموسى ومن معه فبيتهم موسى وحوى عسكرهم وأصيب منَ المسلمين ستة عشر رجلا، وكان ثابت وحريث ابنا قطبة الخزاعيان مع موسى فاستجاشا طرخون وأصحابه لموسى فأنجده وأنهض إليه بشرا كثيرا فعظمت دالتهما عَلَيْهِ وكانا الآمرين والناهيين في عسكره فقيل له إنما لك الاسم وهذان صاحبا العسكر والأمر، وخرج إليه من أهل الترمذ خلق من الهياطلة والترك واقتلوا قتالا شديدا فغلبهم المسلمون ومن معهم فبلغ ذلك الحجاج، فقال: احمد لله الَّذِي نَصْر المنافقين عَلَى المشركين، وجعل موسى من رؤس من قاتله جوسقين عظيمين، وقتل حريث بْن قطبة بنشابة أصابته فقال أصحاب موسى لموسى: قَدْ أراحنا اللَّه من حريث فأرحنا من ثابت فإنه لا يصفو عيش معه، وبلغ ثابتا ما يخوضون فيه فلما استثبته لحق بحشورا واستنجد طرخون فأنجده، فنهض إليه موسى فغلب عَلَى ربض المدينة، ثُمَّ كبرت أمداد السغد فرجع إِلَى الترمذ فتحصن بها وأعانه أهل كش ونسف وبخارى فحصر ثابت موسى وهو في ثمانين ألفا فوجه موسى يزيد بْن هزيل كالمعزي لزياد القصير الخزاعي وقد أصيب بمصيبة فالتمس الغرة من ثابت فضربه بالسيف عَلَى رأسه ضربة عاش بعدها سبعة أيام ثُمَّ مات وألقى يزيد نفسه في نهر الصغانيان فنجا وقام طرخون بأمر أصحابه فبيتهم موسى فرجعت الأعاجم إِلَى بلادها، وكان أهل خراسان يقولون: ما رأينا مثل موسى قاتل مع أبيه سنتين لم يفل، ثُمَّ أتى الترمذ فغلب عليها وهو في عدة يسيرة وأخرج ملكها عنها ثُمَّ قاتل الترك والعجم فهزمهم وأوقع بهم فلما عزل يزيد ابن المهلب وتولى المفضل بْن المهلب خراسان وجه عُثْمَان بْن مَسْعُود، فسار حَتَّى نزل جزيرة بالترمذ تدعى اليوم جزيرة عُثْمَان، وهو في خمسة عشر ألفا