نيزك فقطع النهر من زم إِلَى بيكند، وهي أدنى مدائن بخارى إِلَى النهر فغدروا واستنصروا السغد فقاتلهم وأغار عليهم وحصرهم فطلبوا الصلح ففتحها عنوة وغزا قتيبة تومشكت وكرمينية سنة ثمان وثمانين واستخلف عَلَى مرو بشار بْن مُسْلِم أخاه فصالحهم وافتتح حصونا صغارا وغزا قتيبة بخارى ففتحها عَلَى صلح، وقال أَبُو عُبَيْدة معمر بْن المثنى أتى قتيبة بخارى فاحترسوا منه، فقال دعوني أدخلها فأصلي ركعتين فأذنوا له في ذلك فأكمن لهم قوما، فلما دخلوا كاثروا أهل الباب ودخلوا فأصاب فيها مالا عظيما وغدر بأهلها، قَالَ:
وأوقع قتيبة بالسغد وقتل نيزك بطخارستان وصلبه وافتتح كش ونسف وهي نخشب صلحا.
قَالُوا: وكان ملك خارزم ضعيفا، وكان أخوه خر زاد قَدْ ضاده وقوي عَلَيْهِ، فبعث ملك خارزم إِلَى قتيبة أني أعطيك كذا وكذا وأدفع إليك المفاتيح عَلَى أن تملكني عَلَى بلادي دون أخي، وخارزم ثلاث مدائن يحاط بها فارقين ومدينة الفيل أحصنها.
وقال علي بْن مجاهد إنما مدينة الفيل سمرقند، فنزل الملك أحصن المدائن وبعث إِلَى قتيبة بالمال الَّذِي صالحه عَلَيْهِ وبالمفاتيح فوجه قتيبة أخاه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُسْلِم إِلَى خرزاد فقاتله وظفر بأربعة آلاف أسير فقتلهم، وملك ملك خارزم الأول عَلَى ما شرط له، فقال له أهل مملكته:
أنه ضعيف ووثبوا عَلَيْهِ فقتلوه، فولى قتيبة أخاه عُبَيْد اللَّه بْن مُسْلِم خوارزم، وغزا قتيبة سمرقند، وكانت ملوك السغد تنزلها قديما، ثُمَّ نزلت أشتيخن، فحصر قتيبة أهل سمرقند والتقوا مرارا فاقتتلوا، وكتب ملك السغد إِلَى ملك الشاش وهو مقيم بالطاربند، فأتاه في خلق من مقاتلته فلقيهم المسلمون فاقتتلوا أشد قتال، ثُمَّ أن قتيبة أوقع بهم وكسرهم فصالحه غوزك عَلَى ألفي ألف ومائتي ألف درهم في كل عام وعلى أن يصلي في المدينة فدخلها وقد اتخذ له غوزك طعاما فأكل وصلى واتخذ مسجدا وخلف بها جماعة منَ