فعطلت، وحفر هاشم بْن عَبْد مناف بذر، وهي عند الخندمة عَلَى فم شعب أَبِي طالب، وحفر هاشم أيضا سجلة فوهبها أسد بْن هاشم لعدي بْن نوفل بْن عَبْد مناف بْن المطعم، ويقال: بل ابتاعها منه، ويقال أن عَبْد المطلب وهبها له حين حفر زمزم وكثر الماء بمكة، فقالت خالدة بنت هاشم:
نحن وهبنا لعدي سجلة ... في تربة ذات عذاة سهلة
تروى الحجيج زعلة فزعلة
وقد دخلت سجلة في المسجد، وحفر عَبْد شمس بْن عَبْد مناف الطوى وهي بأعلى مكة، وحفر أيضا لنفسه الجفر، وحفر ميمون بْن الحضرمي حليف بني عَبْد شمس بْن عَبْد مناف بئره وهي آخر بئر حفرت في الجاهلية بمكة، وعندها قبر أمير الْمُؤْمِنِين المَنْصُور رحمه اللَّه، واسم الحضرمي عَبْد الله ابن عماد، واحتفر عَبْد شمس أيضا بئرين وسماهما خم ورم، عَلَى ما سمى كلاب بْن مرة بئريه، فأما خم فهي عند الردم، وأما رم فعند دار خديجة بنت خويلد، وقال عَبْد شمس: