للعرب منَ ابْن أَبِي قحافة، ثُمَّ عقد أَبُو بكر وهو بالقصة لخالد بْن الوليد بْن المغيرة المخزومي عَلَى الناس، وجعل عَلَى الأنصار ثابت بْن قيس بْن شماس الأنصاري، وهو أحد منَ استشهد يوم اليمامة إلا أنه كان من تحت يد خَالِد وأمر خالدا أن يصمد لطليحة بْن خويلد الأسدي، وكان قَدِ ادعى النبوة وهو يومئذ ببزاخة وبزاخة ماء لبني أسد بْن خزيمة فسار إليه خَالِد، وقدم أمامه عكاشة بْن محصن الأسدي حليف بني عَبْد شمس، وثابت بْن أقرم البلوى حليف الأنصار فلقيهما حبال بْن خويلد فقتلاه، وخرج طليحة وسلمة أخوه وقد بلغهما الخبر فلقيا عكاشة وثابتا فقتلاهما فقال طليحة:
ذكرت أخي لما عرفت وجوههم ... وأيقنت أني ثائر بحبال
عشية غادرت ابْن أقرم ثاويا ... وعكاشة الغنمي عند مجال
ثُمَّ التقى المسلمون وعدوهم واقتتلوا قتالا شديدًا، وكان عيينة بن حصن ابن حذيفة بْن بدر مع طلحة في سبعمائة من بني فزارة، فلما رأى سيوف المسلمين قَدِ استحملت المشركين أتاه فقال له: أما ترى ما يصنع جيش أَبِي الفصيل فهل جاءك جبريل بشيء قَالَ: نعم جاءني فقال: إن لك رحا كرحاه ويومًا لا تنساه، فقال عيينة: أرى والله أن لك يوما لا تنساه يا بنى فزارة هَذَا كذاب وولى عن عسكره، من فانهزم الناس وظهر المسلمون وأسر عيينة بْن حصن فقدم به المدينة فحقن أَبُو بكر دمه وخلى سبيله، وهرب طليحة بْن خويلد فدخل خباء له فاغتسل وخرج فركب فرسه وأهل بعمرة ثُمَّ مضى إِلَى مكة ثُمَّ أتى المدينة مسلما، وقيل بل أتى الشام فأخذه المسلمون ممن كان غازيا، وبعثوا به إِلَى أَبِي بكر بالمدينة فأسلم وأبلى بعد في فتح العراق ونهاوند، وقال له عُمَر: أقتلت العبد الصالح عكاشة بْن محصن، فقال: أن عكاشة بْن محصن سَعْد بي وشقيت به وأنا استغفر اللَّه.