بل الذين رَوَوْا عنه رفع اليَدَين ههنا أكثر من الذين رَوَوْا عنه التَّكبير ثُمَّ يقول:«الله أكبر»، ويخرُّ راكعًا، ويَضَع يديه على ركبتيه، فيمكِّنُهُما من ركبتيه،
قوله:«بل الذين رَوَوْا عنه رفع اليَدَين ههنا أكثر من الذين رَوَوْا عنه التَّكبير» أي: روى الرفع عند التكبير للركوع ابن عمر ﵄ كما في الصحيحين، ومالك بن الحويرث ﵁ كما صحيح مسلم، وعلي ﵁ أخرجه أبو داود، وابن ماجه، والبخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة.
وفي هذا رد على من خص الرفع عند تكبيرة الإحرام كالحنفية.
قوله:«ثُمَّ يقول: «الله أكبر»» أي يكبر أثناء الانتقال من القيام إلى الركوع، وكذا سائر تكبيرات الانتقال تكون أثناء الانتقال؛ لحديث أبي هريرة ﵁، يقول:«كان رسول الله ﷺ إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد»، رواه البخاري ومسلم.
قوله:«ويخرُّ راكعًا» هنا شرع المؤلف ﵀ في بيان صفة الركوع، والركوع له صفتان:
صفةٌ مجزئة.
وصفةٌ كاملة. والمؤلف بيَّن الصفة الكاملة.
والصفة المجزئة: المشهور من مذهب الإمام أحمد أن ينحني بحيث تصل يداه ركبتيه إذا كان وسط الخلقة؛ لا عبرة بمن كانت يداه طويلتين أو كانت يداه قصيرتين، المقصود وسط الخلقة كما هو في عامة الناس.
وقال بعض العلماء: الركوع المجزئ: أن ينحني بحيث يكون إلى الركوع أقرب