وكان يجهر بالقراءة في الفجر، وفي الأُولَيَين من المغرب والعشاء، ويُسِرُّ فيما سوى ذلك. وربَّما كان يُسْمِعُهم الآية في صلاة السِّرِّ أحيانًا.
الأمر الأول: أنها في السفر، وكما سيأتينا أن القراءة في السفر السنة أن تكون قصيرة، هذا هو الوارد عن الصحابة ﵃.
الأمر الثاني: محمولة على العذر، والنبي ﷺ كان يُخفف لسماع بكاء الصبي، إلى آخره.
وقيد بعض العلماء: الاستحباب للمنفرد، أو لجماعة محصورة رغبت في إطالة الصلاة،
وكانت تطيق ذلك.
فالخلاصة في صلاة الفجر: أنه يقرأ بطوال المفصل كثيراً، والمفصل: يبدأ من سورة ﴿ق﴾، أو من سورة الذاريات، أو من سورة الحجرات على خلاف، والأمر في هذا سهل إلى سورة النبأ، فيقرأ في الفجر بطوال المفصل. وفي بعض الأحيان يقرأ بأطول من ذلك هذا هو السنة، ويؤيد ذلك: قول الله ﷿: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: ٧٨]، فالله ﷾ ذكر أربع صلوات؛ ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ يعني من الزوال، ﴿إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾، وذلك عند انتصافه، يشمل أربع صلوات، ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ﴾ أي: صلاة الفجر، سمَّاها قرآنًا؛ لأنه يُشرع أن تطال فيها القراءة. وإذا شق على المأمومين لطول السورة قسمها قسمين، كسورة المؤمنون.
قوله:«وكان يجهر بالقراءة في الفجر، وفي الأُولَيَين من المغرب والعشاء … » الجهر في مواضع الجهر في الفجر، والأوليين من صلاة من المغرب والعشاء، والإسرار في مواضع الإسرار في الظهر والعصر والثالثة من المغرب والأخريين من العشاء، متواتر عن النبي ﷺ.
وقوله:«وربَّما كان يُسْمِعُهم الآية في صلاة السِّرِّ أحيانًا» هذا ورد في صلاة