للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وربَّما زاد على ذلك: «اللَّهم طهِّرني بالثَّلج والبَرَد والماء البارِد، اللَّهم طهِّرني من الذُّنُوب والخطايا كما ينقَّى الثَّوب الأبيض من الوَسَخ» (١)، وكان يُطِيْل هذا الرُّكن حتَّى يقول القائل: «قد نَسِي» (٢)،

قوله: «وربما زاد على ذلك: اللهم طهرني بالثلج .... »؛ لما روى عبد الله بن أبي أوفى ، يحدث عن النبي أنه كان يقول: «اللهم لك الحمد ملء السماء، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد، والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ»، رواه مسلم.

فهذه الأذكار وإن كانت مستحبة، والواجب هو التسبيح والتحميد، ينبغي لطالب العلم أن يحفظها وأن يردِّدها في صلاته، فهذه تحيي الصلاة وتحضر القلب.

والمسلم له من صلاته على ما عقل منها كما قال ابن عباس .

قوله: «وكان يطيل هذا الركن حتى يقول القائل: قد نسي»؛ لما روى أنس بن مالك قال: «إني لا آلو أن أصلي بكم، كما رأيت النبي يصلي بنا»، قال ثابت: «كان أنس بن مالك يصنع شيئا لم أركم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل: قد نسي، وبين السجدتين حتى يقول القائل: قد نسي».

كيف ذلك؟ نفهم أن صلاة النبي متناسبة؛ الركوع، والرفع من الركوع والسجود، والجلسة بين السجدتين، قريبٌ من السواء، لحديث البراء قال: «كان ركوع النبي وسجوده، وإذا رفع رأسه من الركوع وبين السجدتين قريبا


(١) أخرجه مسلم (٤٧٦).
(٢) أخرجه البخاري (٨٢١)، ومسلم (٤٧٢).

<<  <   >  >>