وذكر ابن جنّي في بعض كتبه أنّ آخر الكلمة هو موضعٌ يلزمه التّغيير. ألا ترى أنّ الإعراب يحلّ فيه وحركات البناء وينقلب في الإعراب من حال إلى حال؟ فلمّا كان التّغيير لازمًا للطّرف كفى في القلب علّة واحدة وهو كون الكسرة قبلها، وإنّما يحتاج في القلب إلى مجموع علّتين إذا بعدت الواو من الطّرف؛ لأنّها إذا بعدت من الطّرف قويت فاحتجنا أن نقول لأنّها ساكنة وقبلها كسرة.
فأمّا الياء في:"ريحٍ" فأصلها:"رِوْحٌ""فِعْلٌ" من الرَّوْح فلمّا سكنت وقبلها كسرة انقلبت ياء يدلّك على أنّ الياء في: "ريحٍ" انقلبت عن واو أنّه من الرَّوْح، وتقول في تصغيرها:"رُوَيْحَةٌ" وفي تكسيرها "أرْواحٌ"، وتقول: راوَحْتُ بين الشّيئين.
و"عيدٌ" الياء فيه منقلبة عن واو؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، وأصله: