إذا اعتلّت عين الماضي الثلاثي فانقلبت ألفًا نحو "باعَ" و"قام" لأنّهما من "بَيَعَ" و"قَوَمَ"، فإذا بنيت اسم الفاعل من "باعَ" و"قامَ" وما أشبههما زدت قبل هذه الألف ألفًا كما زدتها في "ضارِب" و"قاعِد" ليفرق بين الاسم والفعل، فاجتمع ألفان: الألف الزائدة، والألف المنقلبة من عين الكلمة، فلم يخل أن يجمع بينهما، أو يسقطا، أو يسقط أحدهما، أو يحرّك أحدهما.
والجمع بينهما محال، لأنّه لا يمكن النّطق بألفين، وإسقاطهما محال، لأنّه إجحاف بالكلمة، وإخلال بمعناها، ولا يجوز إسقاط أحدهما، لأنّ كل واحد منهما دخل لمعنى، ولا يجوز أن تهمز الأولى، لأنّه لا حظّ لها في الحركة، فلم يبق إلاّ أن تحرّك الثانية فتنقلب همزة وتكسر لوقوعها بعد الألف الزائدة لتكون على وزن "ضارِب".