للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقود وقوانين ينتفع بها في التّصريف

اعلم أنّه إذا اجتمعت الواو والياء في كلمة أو كلمتين، وسبقت إحداهما بالسّكون قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء الأولى في الثانية فصارت ياء منقلبة.

وإنّما قلبوا الواو ياء، لأنّه لا يخلو أن تكون الأخيرة، أو هي الأولى.

فإن كانت الواو متقدّمة فإنهم استثقلوا الخروج من واو لازمة إلى ياء لازمة، لأنّه أثقل من الخروج من ضمٍّ لازم إلى كسر لازم.

وإن كانت الواو متأخرة فإنّهم استثقلوا الخروج من ياء لازمة إلى واو لازمة، لأنّه أثقل من الخروج من كسر لازم إلى ضمّ لازم.

فإن قيل: فلم آثروا قلب الواو ياء؟ ولم يؤثروا قلب الياء إلى الواو؟ قيل له: إنّما آثروا قلب الواو إلى الياء لأمرين:

أحدهما: أنّ الياءَ أخفُّ من الواو، فطلبوا الأخفَّ الأسهل، وتجنّبوا الأثقل.

والأمر الثاني: أنّهم قلبوا ليدغموا، والإدغام في حروف الفم أقوى، لكثرتها، والياء من حروف الفم، فالإدغام فيها أقوى، والواو من حروف الشّفة، وهي قليلة، والإدغام فيها ضعيف.

<<  <   >  >>