للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تنبيه على كيفية الأبنية]

اعلم أنّ التّصريفيين قد احتاطوا ووضعوا أصولا يرتاضُ بها النّاس سواء كان للكلمة معنى في نفسها أو لم يكن لها معنى، لأنّ الغرض بوضعهم إيّاها أن يروِّض الإنسان خاطره ويقوِّيَ تصرُّفَه، فإذا قالوا: ابنِ مِنْ كذا مثالَ كذا فكأنّهم قالوا: خذ الحروف الأصول من هذه الكلمة، وابن مثل هذه الأجزاء، فإن كان المثال الذي يسأل عنه أصولاً كلُّه ليس في أحرف زيادة بنى مثله أصولاً، فإن كان فيه زائد: وضع مكانه حرفًا زائدًا، ليقابل الأصليَّ بالأصليّ، والزّائد بالزّائد، والسّاكن بالسّاكن، والمتحرّك بالمتحرّك، والمضموم بالمضموم، والمفتوح بالمفتوح، والمكسور بالمكسور، وإن كان في المثال المطلوب زائدان في موضع واحد: وضع مثلهما زائدين في مقابلتهما، وإن كان فيه زائدان في موضعين: وضع في مقابلتهما زائدين في موضعين، وإن كان في المثال حرفان قد أدغم أحدهما في الآخر: جعل بإزائهما حرفان وأدغم أحدهما في الآخر.

ولك أن تبني من القليل كثيرًا، لأنّ البناء زيادة، وليس لك أن تبني من الكثير قليلاً، لأنّ هذا يكون هدمًا ونقضًا. فلك أن تبني من الثّلاثيّ: ثلاثيًّا ورباعيًّا وخماسيًّا، ولك أن تبني من الرّباعي رباعيًّا وخماسيًّا، ولك أن تبني من الخماسيّ خماسيًّا.

فإن كان المثال مساويًا للمثال: كان البناء بتغيير الحركات والسّكون، ولم يكن بزيادة حرف في العدد.

وإن كان البناء المطلوب أكثر عددًا فلا بدّ من زيادة حرف أو حروف

<<  <   >  >>