وقالوا:"أبَلَة" الطّعام، وأصله:"وَبَلَة" من الوَبيل وهو الوخيم الرّديءُ.
وهذا كلّه قليل شاذٌّ لا يقاس عليه.
وقد أبدلوا الهمزة من الواو والياء إذا وقعتا طرفًا بعد ألف زائدة فقالوا:"كِساءٌ" وهو فِعالٌ من الكِسْوَة، وقالوا:"رِداءٌ" وهو فِعالٌ من الرّدْيَة، والأصل فيهما:"كِساوٌ" و"رِدايٌ"، وقد قالوا:"عِلْباءٌ" وأصله "عِلْبايٌ".
ولك في همز هذه الياء والواو طريقان، في كلّ واحد من الطّريقين لا تراعي الألف من وجه، وتراعيها من وجه آخر.
فأحد الطّريقين أن تقول: الألف الزائدة بمنزلة الفتحة، فإذا كانوا يقلبون الياء والواو لتحرّكهما وانفتاح ما قبلهما، فأقلّ الأقسام أن تكون الألف الزّائدة بمنزلة الفتحة اللاّزمة، فقلبوا الياء والواو ألفًا، فاجتمع ألفان: الألف الزّائدة والألف المنقلبة. فمن هذا الوجه يراعون الألف.
والوجه الثّاني في القلب أن يقولوا: الألف الزّائدة لا يعتدّ بها وكأنّها ليست بموجودة في اللّفظ، وإذا كان كذلك صارت الياء والواو كأنّهما قد وليتا الفتحة التي قبل الألف، فوجب أن تقلب ألفًا، فإذا انقلبت ألفًا اجتمعت ألفان فعلى هذا الوجه تراعى الألف الزّائدة.
وعلى التّقديرين جميعًا في القلب قد اجتمع ألفان. فلا يخلو أن يجمع