أحدهما: أنّ هذا الشّاعر من لغته أن لا يُنَوِّن القوافي فصار بمنزلة ما فيه الألف واللاّم، فلمّا أمن التّنوين جاز أن يبقي الاسم على حرفين أحدهما حرف علّة.
والجواب الثّاني أنّه أراد "فاها"، والضّمير إذا اتّصل بالكلمة صار كالجزء منها فجاز أن يحذفها للضّرورة وهو ينويها.
وقد أبدلوا من النّون السّاكنة إذا كان بعدها الباء ميمًا فقالوا في "عَنْبَر": "عَمْبَر". وفي "شَنْباء""شَمْباء"؛ وإنّما قلبوا من النّون السّاكنة مع الباء ميمًا لأنّهم وجدوا النّون تدغم في الواو كقولهم:"من وّاقد"، وتدغم في الميم كقولهم:"مِن مُّحارب"، لأنّ إدغامها في الميم والواو لا يخلُّ بغنّتها.
ولم يجز أن يدغموها في الباء لئلّا تذهب غنّتها، وأرادوا أن يكملوها التّغيير مع حروف الشّفة فغيّروها بأن قلبوها ميمًا إذا كانت ساكنة وبعدها الباء، وصار تغييرها بالقلب إلى الميم كإدغامها.
فإن تحرّكت النّون قبل الباء قويت بحركتها فلم يجز تغييرها نحو:"الشَّنَب" و"العِنَب".