فأمّا كاد فيستعمل على ضربين: أحدهما: من فعل المكيدة وهي الحيلة.
والثانية من فعل المقاربة.
قالوا في فعل الحيلة:"كاد زيدٌ القومَ يكِيدُهم"، والأصل:"كَيَدَ يكْيِدُ" مثل: "بَيَعَ يبْيِعُ" ثمّ قلبوا الياء في الماضي ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
ونقلوا كسرتها إلى ما قبلها فسكنت، وقبلها كسرة فصحّت فقالوا:"يَكِيدُ" كما قالوا: "يَبِيعُ".
وقالوا في المقاربة:"كاد زيدٌ يدخُلُ البلدَ يكادُ"، والأصل:"كَيِدَ يكْيَدُ" فقلبوا الياء في الماضي ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ونقلوا فتحتها في المستقبل إلى ما قبلها فسكنت، وقبلها فتحة، ثمّ أتبعوها الفتحة فصارت ألفًا فقالوا:"يكادُ".
وقد ركّبوا ماضيين على مستقبل واحد فقالوا:"كِدْتُ تكادُ" في المقاربة و [كُدْتَ تكادُ] والأصل: "كَيُدْتَ" فحذفوا فتحة الكاف، ونقلوا إليها ضمّة الياء فسكنت وقبلها ضمّة فانقلبت واوًا، ثم سقطت الواو لسكونها وسكون الدّال بعدها، وبقيت الضّمّة قبلها تدلّ عليها فقالوا:"كُدْتَ تكادُ" فهذان ماضيان وهما: "فَعُلَ" و"فَعِلَ" ومستقبلهما: "يفْعَلُ".