والجمع بين ألفين محال، لأنّ كل واحد منهما قد دخل لمعنى وإسقاطه يخلُّ بالمعنى الذي دخل من أجله.
ولا يجوز إسقاط أحدهما لئلا يلتبس الاسم بالفعل.
ولا بدّ من تحريك أحدهما، ولا يجوز تحريك الأوّل، لأنّه زائد لا حظّ له في الحركة، وإنّما زيد ليفصل بين الاسم والفعل، فوجب أن تحرَّك الألف الثانية التي انقلبت عن عين الكلمة، وسواء انقلبت عن ياء أو واو، وإذا حرّكت الألف انقلبت همزة، وكسرت فقلت:"قائمٌ" و"بائعٌ" و"خائفٌ" و"نائمٌ" و"طائلٌ" و"هائِرٌ" و"قائلٌ" و"عائدٌ" وأمثلته كثيرة.
فأمّا:"طالَ" من قولهم" "طاوَلَني فطُلْتُهُ" أي زدت عليه في الطُّول كما تقول: "كاثَرَني وكثَرْتُهُ" أي زيدت عليه في الكثرة، وأصلها: "فَعَلْتُ" يدلُّك على ذلك تعديتها إلى المفعول في قولك: "طُلْتُه".
فأمّا: "طُلْتُ" التي ضدُّ: "قَصُرْتُ" فأصلها: "طَوُلْتُ" على وزن: "فَعُلْتُ"، يدلّك على ذلك أنّها لا تتعدّى إلى مفعول، كما لا تتعدّى "قَصُرْتُ".
وإنّما اعتلّ اسم الفاعل من: "فَعِلَ" و"فَعَلَ" و"فَعُلَ" في نحو: "هائبٍ"