فأمّا إذا بنيت على مذهب من أظهر الياء قلت "عَيِيا" و"حَيِيا"، فإذا جمعت قلت "عَيُوا" و"حَيُوا" وزنه "فَعُوا"، وقد سقطت لام الكلمة من قوله تعالى:(عَمُوا) و (رَضُوا بأن يكونوا مع الخوالف)
والأصل فيه حَيِيُوا، وعَيِيُوا، ورَضِيُوا فاستثقلوا الضّمّة على الياء الحقيقيّة التي قبلها كسرة، فأسقطوا الضّمّة منها فبقيت الياء ساكنة، وبعدها واو الجمع ساكنة، فاجتمع الواو والياء ولا يجوز الجمع بينهما، ولا إسقاطهما، ولا تحريك أحدهما، ولا بدّ من إسقاط أحدهما، والواو لا يجوز إسقاطها لئلاّ يبطل علامة الجمع ويبقى الفعل بلا فاعل، فلمّا استحال إسقاط الواو أسقطوا الياء لالتقاء السّاكنين فبقيت الواو ساكنة وقبلها كسرة، فلو أقرّوها لانقلبت الواو ياء؛ لأنّه لا يثبت واو ساكنة قبلها