فإن أسند "هابَ" إلى فاعل يسكن فيه ياؤه قلت: "هِبْتُ"، والأصل "هَيِبْتُ" فسكنت الهاء ونقلت إليها كسرة الياء ثمّ سقطت الياء لسكونها وسكون ما بعدها.
فهذا أعلّ من موضعه، ولم يكن له بناء غير هذا ينقل إليه ويعلُّ.
فإن كانت التاء اسم ما لم يسمّ فاعله كما قيل في الظّاهر:"هِيبَ زيدٌ" فالأصل فيه: "هُيِبَ" فاللغة الجيدة أن تسكن الهاء وتنقل إليها حركة الياء، وتسقط الياء لسكونها وسكون ما بعدها فيقال:"هِبْتُ".
والجيّد: أن تشير بضمّة ليفرق بين كون التّاء فاعلة، وكونها اسم ما لم يسمّ فاعله.
وتقول في المستقبل:"أُهابُ" على اللغتين، والأصل:"أُهْوَبُ" و"أُهْيَبُ" على المذهبين، فنقل فتحة الياء والواو إلى ما قبلهما فانقلبتا ألفًا فتساوت اللغتان.
وقالوا:"خاف زيدٌ عمرًا" والأصل "خَوِفَ" فانقلبت الواو ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ويدلّك على أنّ الماضي:"فَعِلَ" قوله في المستقبل "يخافُ" وأصله: "يَخْوَفُ" فنقل فتحة الواو إلى ما قبلها فانقلبت الواو ألفًا.