للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاءت إلينا من لدنك رسالة ... على فترة في آيها الذكر محكم

تحديت فيها بالبلاغة معجزا ... لمن رامها فاللفظ در منظم

كتيبة فصل أم كتابة فاضل ... أولو الفضل فيها للفواضل ألهموا

أخط يراع أم قنا الخط أشرعت ... يراع لها قلب الكمي المصمم

أسحر حلال، أم هي الخمر حللت ... لشاربها لا لغو فيها يؤثم

أروضة حزن ثم مذ نمنم الندا ... خمائلها عنها النسيم المهينم

وهي من أبي اليمن إجازة رَحِمَهُ اللَّهُ ورضي عنه وآتاه رحمه واسعة من لدنه.

ومن خطب شيخنا أبي اليمن رَحِمَهُ اللَّهُ وهو ما أجازه لي وأخبرني بها رفيقي الوزير الجليل الفاضل السري الكامل أبو عبد الله بن الفقيه الوزير أبي القاسم بن الحكيم، حفظه الله وتولاه، سماعا من لفظه قَالَ: قرأت على شيخنا أبي اليمن بن عساكر رضي الله عنه بباب الصفا تجاه الكعبة المعظمة زادها الله شرفا، هذه الخطبة من إنشائه.

الحمد لله المنزه عن سمات النقص بصفات الكمال، المتعالي، في أحدية ذاته وتقدس، وحدانية صفاته عن الأشباه والأمثال، الذي نصب أدلة ما في الوجود من آيات قدرته وبدائع صنعته وأسرار حكمته دليلا على وجوده فضرب للناس الأمثال، له الأسماء الحسنى والصفات العلى والمثال الأعلى وهو الكبير المتعال، لا نلحد في آياته ولا نعدل بصفاته بل نؤمن بما وردت النصوص الصريحة والأخبار الصحيحة من نفي ذلك وإثباته ولله سبحانه من ذلك ما يليق بصفات العصمة ونعوت الجلال.

أحمده بجميع محامده ولا أحصى ثناء عليه، وأحمده بما حمد به على ما استحمد عليه، وأحمده على حمده حمدا يبلغ حق حمده وأحمده حمد من قدر قدر نعمه فشكر لربه، وأشهد أنا لا إله إلا الله شهادة من شرح الله صدره للإسلام.

<<  <   >  >>