وأسمعني شيخنا الإمام أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع المذكور قارئا على الشيخين الإمام العالم الفاضل أبي محمد عبد الرحيم بن الزجاج وابن أخيه الشيخ الفاضل أبي القاسم عبد الحميد جميع ثلاثيات البخاري عند علامة الجدار الجوفي من مسجد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه في ليلة أسفر صباحها عن الخامس والعشرين لذي قعدة حسب ما تقدم سندهما فيه، والشيخ أبو محمد بن مزروع سمع بقراءتي، فلما فرغت من جميعها، قَالَ لي: اروها عني، بحق سماعي لها بالبصرة على الشيخ الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن دويرة المقري البصري بسماعه لها من أبي الوقت بسنده.
وأخبرني صاحبي ورفيقي الوزير الكاتب الجليل أبو عبد الله بن أبي القاسم، حرس الله مجده، أنا شيخنا جمال الدين بن الظاهري، لما وقف على هذا الإسناد أنكر سماع ابن دويرة من أبي الوقت، والشيخ أبو محمد بن مزروع ثقة، فإن لم يصح السماع فهو من الغلط لا من التعمد والله أعلم، وابن دويرة هذا لا أعرفه.