والراوي عنه هو الوليد بن مسلم، وتقدم في الحديث [١٣٠] أنه ثقة. فتلخّص من خلال ما سبق أن: ١ - مكحولاً رواه عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن عبادة، والسند إلى مكحول ضعيف. ٢ - وأن أبا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مريم ويحيى بن أبي كثير وأبا يزيد غيلان مولى كنانة ثلاثتهم رووه عن أبي سلام، عن المقدام بن معدي كرب، عن عبادة، إلا أن غيلان أدخل بين المقدام وعبادة: الحارث بن معاوية. وجميع هذه الأسانيد الثلاثة ضعيفة، وبعضها يقوي بعضًا. ٣ - وأن داود بن عمرو رواه عن أبي سلام، عن أبي إدريس الخولاني، مرسلاً، ورجح هذه الطريق البخاري. ٤ - وأن الوليد بن مسلم رواه عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن أبي سلام، عن عمرو بن عبسة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، ووقع التصريح بالسماع في جميع طبقات «السند» ، واستنكر أبو حاتم الرازي كون أبي سلام سمع من عمرو، وجميع رجال السند ثقات. والإشكال فيما أرى إنما هو بين الأوجه الثلاثة الأخيرة، والترجيح بينها فيه ما فيه، لكن يؤيد رواية من رواه عن أبي سلام، عن المقدام، عن عبادة: أنه ورد من غير طريق أبي سلام، إلا أنه يشكل عليه أن المقدام المذكور فيه ليس هو ابن معدي كرب، الصحابي، وإنما المقدام الرهاوي تابعي لا يعرف بعدالة ولا جرح، والقصة هي القصة، فلست أدري، هل وقع خطأ من أبي سلام أو ممن دونه في تسميته ابن معدي كرب، أو ممن دون الحسن البصري في تسميته الرهاوي، أو هما حادثتان؟! =