قلت: يعني الحافظ بالاتصال: رواية قيس بن السكن، وأما رواية أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود فإنها منقطعة؛ لأنه لم يسمع من أبيه كما سبق بيانه في الحديث رقم [٤] و [١٤٧]، ويوضحه الطريق الآتي، فإنه تلقى الحديث من أبيه بواسطة مسروق كما في بعض الطرق. (٦) طريق مسروق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - قال: ((يجمع الله الناس يوم القيامة … )) الحديث بطوله وفيه: ((فيمرّون على الصراط كحدّ السيف دحض مزلّة، فيقال: انجو على قدر نوركم، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالطِّرْف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشدّ الرجل، ويرمل رملاً، فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمرّ الذي نوره على إبهام قدميه يجرّ يدًا ويعلق يدًا، ويجر رجلاً ويعلق رجلاً، فتصيب جوانبه النار … )) الحديث. أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٥٨٩ - ٥٩٢) من طريق أبي خالد الدَّالَاني يزيد بن عبد الرحمن، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أبي عبيدة، عن مسروق، به بطوله، ثم قال الحاكم: ((رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات، غير أنهما لم يخرجا أبا خالد الدَّالاني في الصحيحين لما ذُكر من انحرافه عن السنة في ذكر الصحابة، فأما الأئمة المتقدمون فكلمهم شهدوا لأبي خالد بالصدق والإتقان، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وأبو خالد الدالاني ممن يجمع حديثه في أئمة أهل الكوفة))، وتعقبه الذهبي بقوله: ((ما أنكره حديثًا على جودة إسناده، وأبو خالدت شيعي منحرف))، وكان الحاكم قد أخرج الحديث (٢/ ٣٧٦ - ٣٧٧) من طريق أبي خالد نفسه، ثم قال: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ))، ووافقه الذهبي. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي كما في "النهاية" لابن كثير (٢/ ١٧٣ - ١٧٥). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٩/ ٤١٦ - ٤٢١ رقم ٩٧٦٣). =