للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا، ولكن يدخل إذا لم أستطع أن أرجّح، فلم أحكم عليه بأنه مقلوب إلا لأني رجّحت، إذاً بينهما عموم وخصوص، فقد أقول عن المظطرب بأنه مقلوب، وقد لا أستطيع أن أحكم، فإن حكمت عليه بأنه مقلوب انتهى.

مسألة: حكم الحديث " المقلوب ".

لاشك أنه من قسيم الحديث الضعيف، بل أحياناً يكون المقلوب موضوع.

[(الحديث الفرد)]

قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ:

والفرد ما قيّدته بثقةِ ... أوجمعٍ أو قصرٍ على روايةِ

انتقل المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ إلى القسم الثالث والعشرين وهو (الحديث الفرد) .

الفرد: من التفرّد، وهو عدم المشاركة أو يقال الوتر.

اصطلاحاً: عرّف بعدّة تعريفات: -

التعريف الأول:

ما قيّدت روايته بثقةٍ أوجمعٍ أوقصرٍ. وهذا هو تعريف المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ وعليه يكون الفرد عنده قد يكون صحيحاً وقد يكون ضعيفاً.

قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ: والفرد ما قيّدته بثقةِ أوجمع أو قصر على روايةِ.

فقوله " على روايةِ ": ليس معناه على رواية أو روايتين أي هناك قول آخر. كلا، وإنما فيه تقديم وتأخير فمقصوده: أن الفرد ما قيّدت روايته بثقةٍ أوجمعٍ أوقصرٍ، ويمكن أن تكون "رواية" معطوفة على قصر، فقولنا قصرٍ على رواية: أي تفرّد بهذا الإسناد.

التعريف الثاني:

الفرد هو المنكر، وهذا هو تعريف الإمام البرديجي ـ رحمه الله تعالى ـ.

قال الحافظ العراقي ـ رحمه الله تعالى ـ:

والمنكر الفرد كذا البرديجي ... أطلقَ........................

فالفرد عند البرديجي ـ رحمه الله تعالى ـ من قسيم الضعيف.

التعريف الثالث:

أن الفرد هو الغريب، والغريب قد مرّ معنا تعريفه.

وجميع التعريفات مستخدمة فقد يحكم على المنكر بأنه فرد فإذا أردت أن تضعّف تقول هذا حديث فرد، وقد تحكم على الفرد بأنه تفرّد فلان عن فلان، وقد تحكم على الغريب بأنه فرد.

إذاً لا نستطيع أن نرجّح لأنها اصطلاحات مستخدمة.

<<  <   >  >>