الأصل لا، فالأصل أن نقول والمسند المتصل الإسنادُ، فيكون تعريف وليس إضافة، والأصل في الإضافة عدم التعريف فتقول غلام زيد ولا تقول الغلام الزيد، وعندنا في كلام المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ عرفها مع أنه أضافها.
جواب هذا الإشكال مايلي:
أن المضاف هنا مشتق شبيه بالفعل المضارع " فمتصل " اسم فاعل، وأهل اللغة يقولون إذا كان المضاف مشتقاً شبيهاً بالمضارع فإنه يغتفر أن تدخل عليه " أل " ولو كان مضافا بشرط أن تدخل على المضاف إليه " أل " أيضا، وكلام المؤلف انطبقت عليه الشروط، فالمضاف وهو " المتصل " مشتق اسم فاعل دخلت عليه " أل "، والمضاف إليه وهو " الإسناد" دخلت عليه " أل ".
فعندنا الإضافة قسمين:
١) إضافة معنوية: وهي التي لا يمكن أن تدخل عليه " أل " أبداً، ولها معنى.
٢) إضافة لفظية: وهي التي يمكن أن تدخل عليها " أل "، وذلك إذا كان المضاف مشتقاً بشرط أن تدخل على المضاف إليه " أل " أيضا، واللفظية ليس لها معنى.
قال ابن مالك ـ رحمه الله تعالى ـ:
ووصل أل بذا المضاف مغتفر ... إن وصلت بالثاني كالجعد الشعر
بالثاني: أي بالمضاف إليه.
[(الحديث المتصل)]
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ:
وما بسمع كل راوٍ يتصل ... إسناده للمصطفى فالمتصل
انتقل المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ إلى القسم السابع وهو (الحديث المتصل) .
عندما قال المؤلف في تعريف المسند: والمسند المتصل الإسناد، كأن سائلاً سأل ما معنى " المتصل الإسناد "، عرف ذلك المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فهذا البيت تعريف لبعض أجزاء حدّ المسند.
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ تعريف المتصل بقوله:
وما بسمع كل راوٍ يتصل ... إسناده للمصطفى فالمتصل
أي لا بد أن يكون كل راو سمع من شيخه، وعليه سيدخل في المتصل، المرفوع والمسند والموصول، لأن المؤلف قال: إسناده للمصطفى فالمتصل.
ولو كان البيت:
وما بسمع كل راوٍ يتصل ... إسناده للصاحبي فالمتصل