وقد اختلف الأصوليون هل يمكن أن يحدّ شيء؟ هل يوجد حد لذات ما أو لشيء ما؟ هناك خلاف طويل بين الأصوليون.
[(الحديث الصحيح)]
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ:
أولها الصحيح وهو ما اتصل ... إسناده ولم يَشُِذّ أو يعل
ابتدأ المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ بأول أقسام الحديث، وهو (الحديث الصحيح) .
فأهل الفن قسموا الحديث باعتبار القبول والرد إلى قسمين: مقبول، ومردود.
وأنا ذكرت لكم في درس سابق بأن التقسيم بالاعتبار فأسألك ماهو اعتبارك عندما تسألني ما أقسام الحديث؟ فتقول باعتبار القبول والرد.
فأقول باعتبار القبول قسمين: صحيح، وحسن.
أو تقسيمه باعتبار الطرق ينقسم إلى ثلاثة أقسام: متواتر، ومشهور، وآحاد.
وباعتبار الرد إلى عدة أقسام، فأهل العلم قسموا الحديث إلى ثلاثة أقسام: الصحيح والحسن والضعيف، باعتبار القبول والرد.
والإمام البيقوني ـ رحمه الله تعالى ـ، عرف الصحيح بشروطه وأوصافه، وهذا نوع من أنواع الحدود، أن يذكر التعريف بذكر الشروط، وأحيانا يكون التعريف بالمثال، وأحيانا يكون التعريف بالماهية، وكلها صحيحة في تقريب العلم.
الصحيح: لغة: هو ضد المريض.
اصطلاحا: عرفه المؤلف بقوله:
أولها الصحيح وهو مااتصل ... إسناده ولم يشُِذّ أو يعل
يرويه عدل ضابط عن مثله ... ..........................
قال وهو: ما اتصل.
الاتصال هو أول أوصاف للصحيح وأول رسم له، وهو أن يكون متصلا، يخرج ما انقطع.
ما معنى الاتصال؟ هو أن يروي كل راوٍ عمن سمعه.
يخرج: أن يروي عمن لم يسمعه منه مطلقا بأي نوع من عدم السماع.
إذا يخرج المنقطعات بأنواعها كما سيأتي، فمن أنواع المنقطعات: المنقطع، والمرسل، والمدلَّس، والمعضل، والمعلق، فهذه كلها منقطعات فليست متصلة.
ثم قال إسناده:
الإسناد: هو جملة الطريق الموصلة إلى الحديث. فكل طريق توصلك إلى الحديث يسمى إسنادا.