للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأن يقول الراوي حدثني الزهري وغيره، حدثني الزهري ورجل آخر كما قاله البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ فقد قال حدثنا حيوة ورجل آخر ـ يقصد عبد الله بن لهيعة ـ، فهو تحمّل الإسناد وفيه ابن لهيعة، وابن لهيعة ليس على شرط البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ فكان البخاري دقيقاً، ما يريد أن يقول حدثني واحد فقط، فشيخ البخاري تحمّل الحديث عن ابن لهيعة وحيوة، فلما جاء البخاري يرويه عن شيخه، ما أراد أن يحذف كلام شيخه " حدثني بن وهب وابن لهيعة " فما أراد أن يحذف ابن لهيعة لأنه من الأمانة، بل قال ورجل آخر، فلا يريد أن يذكره في صحيحه، كذلك مسلم ـ رحمه الله تعالى ـ قال: عن بن وهب أخبرني رجل سماه وعمرو بن الحارث، قيل: الرجل هو ابن لهيعة، لكنه ليس على شرطه، الشاهد أن الإبهام إذا لم يكن مؤثراً في السلسلة فلا تأثير فيه، فلو قال حدثني الزهري وآخرون، فلا يؤثر هذا الإبهام، المهم أن يكون عندنا راوي السلسلة أحدهما معروف.

فإن قال حدثني عشرة رجال عن الزهري، فهذا مبهم مؤثر.

وكذلك من الإبهام الغير مؤثر: إبهام الصحابي - رضي الله عنه -، وذلك أن يقول التابعي حدثني رجل صحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، أويقول حدثني رجل لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - أو ما شابه ذلك، فهذا كله من الإبهام الذي لا يضر.

ثانياً: المبهم في المتن:

الإبهام في المتن، كأن يقول أبوهريرة ـ مثلاً ـ دخل رجلٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل جالس، فهذا كله إبهام لكنه غير مؤثر في السند.

<<  <   >  >>