للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢- طريقة السلف فى نفى النقص عن اللَّه النفى المتضمن لإثبات كمال الضد: فإذا قال اللَّه سبحانه تعالى فى سورة البقرة: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ (٢٥٥) } علمنا أن نفى السنة والنوم يتضمن كمال الضد وهو إثبات الكمال فى حياته سبحانه وقيوميته، وقوله تعالى فى سورة الكهف: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩) } فيه نفى الظلم عن اللَّه المتضمن لكمال الضد وهو منتهى العدل وهكذا فى سائر ما ورد فى الكتاب والسنة، وكل نفى لا يستلزم ثبوتا لم يصف اللَّه به نفسه، ولذا فإن طريقة الخلف من المعتزلة والأشعرية فى نفى صفات النقص عن اللَّه هى بذاتها عين النقص لأنهم إذا قالوا: اللَّه ليس بجسم وتساءل العاقلاء؟ ماذا يكون إذا لم يكن جسما؟ هل يكون عرضا؟ قالوا: ولا عرضا فماذا يكون إذا لم يكن عرضا؟ هل يكون شبحا؟ قالوا: ولا شبحا، ولا صورة ولالحم ولا دم ولا بذى لون ولاطعم ولا رائحة ولا مجسة ولا بذى حرارة ولا رطوبة ولا يبوسة ولا طول ولا عرض ولاعمق، فيقال لهم: إن اللَّه إذا نفى عن نفسه وصفا أثبت كمال ضده، فماذا أثبتم بهذا النفى غير كلام فارغ من المدح؟

<<  <   >  >>