من الأمور الهامة التى ينبغى للموحد أن يحذر منها صيانة للقاعدة الثانية حتى لا يهدم إيمانه بما أثبته اللَّه لنفسه وما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم أن يحذر من نوعين من الضلال وهما التعطيل والتحريف المبنى على التأويل الباطل وبيان ذلك فيما يأتى:
١- التعطيل: وهو رد النصوص الثابتة فى الكتاب والسنة ورفض محتواها وعدم التسليم لها، وسببه اعتقاد المعطل أن إثبات الصفات التى وردت فى هذه النصوص يلزم منه التمثيل والتشبيه، فالمعطل جسد صورة لربه فى ذهنه تشبه صورة الإنسان فوقع فى محذورات القاعدة الأولى فاعتقد التمثيل والتشبيه وزعم أن ظاهر النصوص دل على ذلك، فأحس بالرفض التلقائى لهذه الصورة والرغبة فى تنزيه اللَّه عنها، وبدلا من أن يعيب فهمه السيئ وظنه الآثم فى كلام اللَّه وجه العيب إلى الكتاب والسنة، وبدأ فى التحامل علي النصوص بالباطل، فادعى أولا أن ظاهرها باطل غير مراد فى كلام اللَّه عز وجل، ثم حاول محو ما دلت عليه بأى طريقة وتعطيلها عن مدلولها الذى يطابق الحقيقة، كما روى عن الجهم بن صفوان - الجد الأكبر للمعتزلة والأشعرية - فى قوله تعالى فى سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥) } قال: لو وجدت السبيل إلى