للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[ترجمة الطوائف الواردة فى الكتاب]

- السلف: اصطلاح يراد به من قدم الكتاب والسنة على رأيه، فإن أدرك عصر خير القرون وهو عصر الصحابة والتابعين وتابعى التابعين، فهو من السلف اصطلاحا وإن لم يدرك هذه الفترة فهو على طريقة السلف ومنهجهم والمتبعين لهم بإحسان.

- الخلف: ويقال لهم أيضا علماء الكلام، وهو اصطلاح يراد به من قدم رأيه على الكتاب والسنة وأعقب عصر خير القرون ويراد بهم المعتزلة والأشعرية أتباع الجهمية.

- الجهمية: أتباع الجهم بن صفوان أول من رفض النصوص الثابتة فى كتاب الله وعطلها عن مدلولها لأنها تخالف رأيه وعقله الفاسد، وكان ذلك بعد مناظرة مع أناس من المشركين عبدة الكواكب اسمهم السمنية، فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له: ألست تزعم أن لك إلها؟ قال الجهم: نعم فقالوا له: فهل رأيت إلهك؟ قال: لا، قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا قالوا: فهل شممت له رائحة؟ قال: لا، قالوا: فوجدت له حسا؟ قال: لا، قالوا فما يدريك أنه إله؟ فتحير الجهم وامتنع عن الصلاة أربعين يوما ولم يرجع إلى كتاب الله ليعرف أن الله لا يرى فى الدنيا لأننا فى دارا اختبار وابتلاء ولكن يرى فى الآخرة لأنها دار نعيم وجزاء، فأجابهم الجهم برأى باطل: وقال إن الله فى كل مكان كالروح فى الجسد لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت، فنفى أن يكون الله فى السماء على العرش كما هو اعتقاد السلف وعطل نصوص الكتاب والسنة التى وردت فى صفات الله وهذا الكلام الباطل التزمه أحفاده من المعتزله والأشعرية، وقيل للجهم وأتباعه الجهمية، وقد مات الجهم مقتولا فى آخرأيام الدولة الأموية بسبب آرائه الفاسدة.

- المعتزله: طائفة على منهج الجهمية لكن تنسب إلى رجل يسمى واصل بن عطاء من تلاميذ الحسن البصرى سموا بذلك لأن واصل بن عطاء لما خالف شيخه الحسن فى حكم مرتكب الكبيرة اعتزله، فقال الحسن: اعتزلنا واصل فأطلق الناس على واصل ومن رافقه المعتزله، وقد تمكن أهل الاعتزال من نشر مذهبهم فى نفى أوصاف الله وقالوا بأن ليس العرش كما أخبر وهو فى كل مكان كالجهميه، وأنه لا يتكلم ولا يسمع، وأن القرآن من كلام البشر مخلوق خلقه الله كما خلق سائر الأشياء، وقد وصلوا إلى الحكم أيام خلفاء بنى العباس المأمون والمعتصم والواثق وقتلوا من السلفيين المئات لأنهم خالفوهم فى الرأى، وعذبوا الإمام أحمد بن حنل فسجنوه وضربوه حتى يقول بقولهم، ولكنه أبى ونصره الله عليهم.

- والأشعرية: انتسبوا إلى رجل يقال له أبو الحسن الأشعرى كان على مذهب المعتزلة وعاد تائبا إلى مذهب السلف، لكن المنتسبين إليه اتبعوه على منهجه الاعتزلى لا منهجه السلفى، فقدموا آراءهم على الكتاب والسنة، ونفوا علو الله على عرشه، وقالوا إن الله فى كل مكان كقول الجهمية والمعتزلة وعطلوا أوصاف الله الواردة فى الكتاب والسنة تحت ادعاء التنزيه، وزعموا أن اعتقاد الأشعريه هو اعتقاد أهل السنة والجماعة، وهذا المذهب هو السائد الآن فى أغلب البلاد الإسلامية ويدرس فى معظم المؤسسات التعليمية، على أنه اعتقاد أبى الحسن الأشعرى، وهذا خطأ كبير لأن هذه العقيدة هى عقيدة الفخر الرازى وأبى حامد الغزالى وغيرهما أما أبو الحسن الأشعرى فمؤلفات كالإبانة عن أصول الديانة، وأصول أهل السنة والجماعة موجودة بيننا وتدل يقينا على أنه على مذهب السلف الصالح لا مذهب الأشعرية أتباع الجهمية.

<<  <   >  >>