وسائر الصفات الخبرية مثل أوصاف المخلوق، ومعلوم أن هذا كذب على اللَّه وقياس باطل محرم، وإما أن تقولوا كما قال أهل التوحيد: إرادة اللَّه تليق به، وإرادة المخلوق تليق به واللَّه ليس كمثله شئ فى إرادته ومحبته ورضاه وغضبه واستواءه وعلوه وسائر الصفات الثابتة فى الكتاب والسنة كما هو اعتقاد أهل الحق.
أما أن يأتى صاحب المذهب الأشعرى بحجج عقلية سقيمة ينفى بها ما يشاء ويثبت من صفات اللَّه فالعقل لن يسأم من مقارعة الحجة بالحجة، فإن قال: نفيت الغضب لأنه غليان دم القلب لطلب الانتقام، وهذا لا يجوز على الخالق سبحانه وتعالى، قيل له: والإرادة التى أثبتها ميل القلب إلى جلب منفعة أو دفع مضرة، وهذا لا يجوز على الخالق سبحانه وتعالى ، فإن قال: هذه إرادة المخلوق أما إرادة الخالق فلست كذلك، قيل له: وهذا الغضب الذى وصفته غضب المخلوق، أما غضب الخالق فليس كذلك، وهذا لازم فى كل صفة أثبتها أو نفاها.