للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه الحمد والثناء باللسان، وإن كانت المكافأة قد تُدعى شكرًا.

فكل هذا الذي تأوَّلنا إنما هو على ظاهر القرآن، وما وجدنا أهل العلم يتأوَّلونه، والله أعلم بما أراد، إلا أن هذا المستفيض في كلام العرب غير المدفوع.

فتسميتهم الكلام عملًا، من ذلك أن يقال: لقد عمل فلانٌ اليوم عملًا كثيرًا، إذا نطق بحق وأقام شهادةً (١)، ونحو هذا.

وكذلك إن أسمع رجلٌ صاحبه مكروهًا، قيل: قد عمل به (٢) الفاقِرة (٣)، وفعل به الأفاعيل، ونحوه من القول، فسموه عملًا، وهو لم يزِده (٤) على المنطق.

ومنه الحديث المأثور: "من عدَّ كلامَه من عمله، قلَّ كلامُه إلا فيما ينفعه" (٥).


(١) في المطبوع: "الشهادة".
(٢) في الأصل: "بها".
(٣) الفاقرة: داهية تكسر الظَّهر، وأصلها من الفَقْر، وهو أن يُحَزَّ أنفُ البعير حتى يَخْلُص إلى العَظْم، أو قريبٍ منه، ثم يُلوَى عليه جَرير؛ يُذَلَّل بذلك الصَّعبُ. انظر: تهذيب اللغة (٩/ ١١٦).
(٤) في الأصل: "يروه"، والتصويب من المطبوع.
(٥) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٧) (٦)، من طريق الحسين بن المتوكل، حدثنا يحيى ابن سعيد، حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر مرفوعًا.
وفيه علل:
* ضعف الحسين بن المتوكل، وهو ابن أبي السري؛ ضعفه أبو داود، وكذبه أخوه محمد بن أبي السري وأبو عروبة. انظر: التهذيب (٢/ ٣٦٥).
* ضعف يحيى بن سعيد، وهو العبشمي؛ قال ابن حبان (المجروحين ٢/ ٣٨٩): "شيخ يروي عن ابن جريج المقلوبات وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يحل الاحتجاج =

<<  <   >  >>