كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه

١٩ - كتاب الزكاة - ٢ - باب الحض على الصدقة من الكسب الطيب، وبيان فضلها، ومبادرة الموانع منها - ج: 2 - ص: 11

من كسب طيب -ولا يقبل اللَّه إلا الطَّيب- فإن اللَّه يقبلها (١) بيمينه ثم يُرَبيِّهَا لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّهُ، حتى يكون مثلَ الجبل".

٧٠٨ - وعن عَدِيِّ بن حاتم قال: كنت عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاءه رجلان أحدهما يشكو العَيْلَةَ، والآخر يشكو قطع السبيل، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أما قطعُ السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العيرُ إلى مكة بغير خَفيرٍ، وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه، ثم لَيَقِفَنَّ أحدُكم بين يدي اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ليس بينه وبينه حِجَابٌ ولا تَرْجُمَان يترجم له، ثم ليقولنَّ له: ألم أُوتِكَ مالًا؟ فليقولن: بلى. ثم ليقولن: ألم أُرْسِل إليك رسولًا؟ فليقولن: بلى. فينظرُ عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتق (٢) أحدكم النار (٣) ولو بِشِقِّ تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة".

٧٠٩ - وعن أبي موسى: عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال "لَيَأْتِيَنَّ على الناس زمانٌ

---

(١) في "صحيح البخاري": "يتقبلها".
(٢) في "صحيح البخاري": "فليتقيَنَّ".
(٣) "النار" أثبتناها من "صحيح البخاري"، وسقطت في الأصل.