وفي هذا القول مبالغة ظاهرة، فتعليقاتنا على "تهذيب الكمال" والزيادات التي ألحقناها به تدل على غير ذلك، وهو أمر طبيعي في رأينا، نظرًا لسهولة الحصول على الكتب الخطية في عصرنا بطريقة التصوير، وظهور الطباعة الحديثة التي وفرت كثيرًا من الأصول، فضلًا عن عناية كثير من الناشرين والمحققين بالفهارس الفنية التي تعين على تجميع هذه الأقوال، إلى غير ذلك من التسهيلات التي وفرها العلم في عصرنا، وهو أمر لم يكن متاحًا لعلماء ذلك العصر. وأيضًا فإن القول بأن "التقريب" هو خلاصة جهود الحفاظ - فيه نظر، لأن الأحكام التي انتهى اليها الحافظ ابن حجر هي من اجتهاداته وفهمه لكلام الأئمة الذين تقدموه في هذا الفن.