وهي تزكية النفس التي جاء الرسول من أجلها صلوات الله وسلامه عليه.
وبهذا البيان نصل إلى حقيقتين:
أولهما: أن التزكية إحدى مهمات النبي صلى الله عليه وسلم وغاية من غايات رسالته، بل سنعلم أنها غاية الرسالة والوجود الإنساني كله.
والثانية: أنها السبب في دخول الجنة، بل هي الصفة الواجبة التي من لم يتصف بها؛ لم يكن من أهل الجنة.
[والآن يأتي سؤال آخر، وهو: ما الوسائل التي شرعها الله سبحانه وتعالى وبينها رسوله للوصول إلى هذه الغاية؟ وبمعنى آخر: كيف تزكو النفس وتصبح طيبة؟ وما الذي صنعه الرسول حتى يقوم بهذا الواجب؟]
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نستعرض شرائع الإسلام كلها ونستقرئها جميعاً -سواء كانت عقائد أو عبادات أو معاملات- وننظر ارتباط هذا بالتزكية والتطهير. وسنتبين بهذا الاستقراء أنه ليس للتزكية أعمال خاصة من مجموع أعمال الدين وعقائده، بل جميع شرائع الإسلام وعقائده وآدابه إنما هي أعمال غايتها ونهايتها التزكية والتطهير.
ما دمنا عرفنا أن الزكاة هي الطيبة والطهر والبعد عن الدنس:
فالتوحيد تزكية؛ لأنه اعتراف وإقرار بالإله الواحد الذي لا رب غيره، وهذا الاعتراف والشهادة تزكية؛ لأن الاعتراف بالحق فضيلة، وجحده وإنكاره رذيلة، وأي رذيلة؟! وليس هناك حق أكبر من الله ولا أجلى وأظهر منه عند كل ذي لب وعقل، وإنكار