وباختصار؛ إذا أردنا أن نعرف الدعوة السلفية؛ قلنا: إنها دعوة التوحيد، والتوحيد يعني هذا الفهم الشامل للدين الذي شرحناه آنفاً ... رأفة وإعانة للفقير ابتغاء مرضاة الله، والحج ما قصد به إلا تعظيم الخالق سبحانه وتعالى وتوحيده.
[* ثانيا: تحقيق الوحدة:]
الدعوة الإسلامية دعوة عامة للناس جميعاً.
قال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم:{قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً}(الأعراف: ١٥٨) .
وقال تعالى:{وما أرسلنك إلا كافةً للناس}(سبأ: ٢٨) .
وقال صلى الله عليه وسلم في بيان ما امتاز به عن غيره من الرسل:[وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة] .
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جداً.
ولما كان الناس مختلفين في شأن هذه الرسالة العظيمة، ويكون منهم المؤمن ومنهم الكافر؛ كما قال تعالى:{هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن}(التغابن: ٢) .
فإن الله سبحانه وتعالى أوصى عباده الذين آمنوا بأن يكونوا إخوة؛ قال تعالى:{إنما المؤمنون إخوة}(الحجرات: ١٠) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:[لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفس] .
ويعني هذا انتفاء الإيمان عند انتفاء الأخوة.
ولذلك كان من علامات النفاق الفجر في الخصومة، وهو المبالغة فيها.
وقد جاءت الأوامر القرآنية الكثيرة والأحاديث الصحيحة الكثيرة بالحرص على هذه الأخوة وتشييد بنائها والنهي والوعيد الشديد على الفرقة والتفرق؛ كما قال تعالى:{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم ءايته لعلكم تهتدون}(آل عمران: ١٠٣) .