جناحها، فجوامع الجوامع لديك حضور، ونواظر الخواطر إليك صور. وقد تخيلتك نظرات العيون وتيممتك خطرات القلوب فحنت إليك حنين اليفَن الى صِباه، واهتزت اهتزاز الغصن الى صَباه. ولا غرو أن رمت إليك القلوب بأرواحها وتلقتك العيون بالتماحها فقد يرقب الصباح ويلمح القمر اللّيَاح وليس على عاشق الفضل من جناح.
وكتب الى وزير:
أطال الله بقاء الوزير وأعلى مرتقاه في رفعة العز ومنعة الحرز، الوزير الأجل كالمطر الجَوْد يملأ الحياض، وينبت الرياض، بل كالقمر يقذف بالنور، ويذهب بالديْجور، وقد ألحفني من سناه، وسقاني من سقياه، بما أنار فأضوى، وجاد فأروى. فلله أياديه ما أنزلها بكل فناء، وأسمعها لكل نداء، حين رعى قصدي وهو مجفيّ، ووعى صوتي وهو خفيّ. فالآن أضرب بحسام اعتناؤك جرّده، وآوي الى ذمام عَلاؤك أكّده، والله بفضله يديم نعماءه، ويعلي ارتقاءه، حتى أظهر بسمائه واشتهر بأرفع أسمائه.