هو أبو بكر محمد بن عيسى الدّاني المعروف بابن اللبانة الأندلسي، روى صاحب قلائد العقيان، ووصفه بالإجادة والإحسان، ومصنّف هذا الكتاب من أهل العصر وأفاضل هذا الزّمان.
ذكر أنّ ابن اللبانة رأى أحد أبناء المعتمد وقد جلس في السوق يتعلم الصّياغة، فقال: وذلك مما أنشدنيه محمد بن عيسى اليماني عن بعض المغاربة عنه:
صرّفت في آلة الصّيّاغ أنملة ... لم تدر إلا الندى والسيف والقلما
يد عهدتك للتّقبيل تبسطها ... فتستقلّ الثّريّا أن تكون فما
للنّفخ في الصّور هول ما حكاه سوى ... هول رأيتك فيه تنفخ الفحما
وددت إذ نظرت عيني إليك به ... لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى
ما حطّك الدهر لمّا حطّ عن شرف ... ولا تحيّف من أخلاقك الكرما
لُحْ في العلا كوكباً إن لم تلح قمرا ... وقم بها ربوة إن لم تقم علما