رجعت أضحك والإعوال أجدر بي ... من ميْسِر كان فيه الفوز للبَرم
تقلدتني الليالي وهي مدبرة ... كأنّني صارم في كف منهزم
ذهبت بالنفس لا ألْوي على نفس ... وإن دعيت به ابن المجد والكرم
وللمصاع وأطراف اليراع يد ... بنت لي المجد بين السيف والقلم
ومن مدائحها:
وإنّ أحمد في الدنيا وإن عظمت ... لواحد مُفْرَد في عالم أمَم
تهدى الملوك به من بعد ما نكصت ... كما تراجع فلّ الجيش بالعلم
رحب الذّراع طويل الباع متضح ... كأنّ غرّته نار على عَلَمِ
من الملوك الألى اعتادت أوائلهم ... سحب البرود ومَسْحَ المسك باللِّمَم
زادت مرور الليالي بيتهم شرفاً ... كالسّيف يزداد إرهافاً على القدم
تسنّموا نكبات الدهر واختلطوا ... مع الخطوب اختلاط البرء بالسقم
وله من أخرى أولها:
سروا ما امتطوا إلا الظلام ركائبا ... ولا اتخذوا إلا النجوم صواحبا
وقد وخطت أرماحهم مفرق الدجى ... فبات بأطراف الأسنة شائبا
وليل كطيّ المِسْح جُبْنا سواده ... كأنّا امتطينا من دجاه النوائبا
خبطنا به الظلماء حتّى كأنّما ... ضربنا بأيدي العيس إبْلاً غرائبا
وركب كأنّ البِيض أمست ضرائباً ... لهم وهم أمسَوا لهنّ ضرائبا
إذا أوّبوا ساروا شموساً منيرة ... وإن أدلجوا أمسوا نجوماً ثواقبا